يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS


اسباب الرزق الحلال وطرق تحصيله
عَنْ ‏ ‏أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ ‏‏عُمَرَ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ‏تَغْدُو ‏‏خِمَاصًا ‏وَتَرُوحُ ‏‏بِطَانًا" رواه ابن ماجة

‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( حَقّ تَوَكُّله ) ‏‏بِأَنْ لَمْ يَخْطُر بِبَالِك مُدَاخَلَة لِغَيْرِهِ تَعَالَى فِي الرِّزْق أَصْلًا وَعَمِلْتُمْ بِمُقْتَضَاهُ ‏

‏( لَرَزَقَكُمْ ) ‏‏كُلّ يَوْم رِزْقًا جَدِيدًا مِنْ غَيْر أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى حِفْظ الْمَال وَلَا يَلْزَم مِنْهُ تَرْك السَّعْي فِي تَحْصِيل ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ وَالْحَرَكَة فَإِنَّ السَّعْي مُعْتَاد فِي الطَّيْر وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْحَدِيث ب ‏

‏قَوْله ( تَغْدُو ) ‏‏أَيْ تَخْرُج مِنْ أَوَّل النَّهَار ‏

‏( خِمَاصًا ) جِيَاعًا ‏

‏( وَتَرُوح ) ‏‏أَيْ آخِره ‏

‏( بِطَانًا ) ‏‏ أَيْ مُمْتَلِئَة الْأَجْوَاف قَالَ السُّيُوطِيُّ الْخِمَاص جَمْع خَمِيص وَالْبِطَان جَمْع بَطِين قُلْنَا هُمَا كَالْكِرَامِ جَمْع كَرِيم وَاَللَّه أَعْلَم وَفِيهِ أَنَّ الْحَاجَة فِي الْإِنْسَان إِلَى حِفْظ الْمَال إِنَّمَا جَاءَتْ مِنْ جِهَة تَرْك حَقّ التَّوَكُّل عَلَى الْجَلِيل الْمُتَعَالّ .

إن من الأفكار السائدة بين المسلمين والتي لا يكاد ألا ويرددها كل واحد منا هو أن الرزق بيد الله، ولكن الملاحظ أن هناك الكثير ممن ينطق بها لسانه دون قلبه، وترددها شفتاه دون أن يطابقها عمله. فترى المسلم يُقبل على كسب الحرام مع إيمانه بأن الرزق بيد الله، وإذا ضاق عليه الحال أكل الحرام دون أن يبالي بغضب الله ودون أن يتذكر أن رزقه بيد الله .

فما هو معنى أن الرزق بيد الله؟ وهل معنى ذلك أن يقعد الإنسان عن طلب رزقه إذا علم أن رزقه قد كتبه الله في اللوح المحفوظ منذ الأزل؟ وهل هناك علاقة بين الرزق والسعي لكسب العيش؟.

لقد شاء الله أن يكون رزق عبيده بيده وحده لا سواه. فكتبه الله في اللوح المحفوظ وقدره. عن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم"ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها".

فلن تموت نفس ناقصة رزق أو أجل بل هي اخذ بنصيبها مما كتب الله لها حتى وإن لم تعمل له أو تسعى من أجله.

ولكن أوجب على عباده السعي لكسب العيش دون أن يتعارض ذلك مع أن رزقه محدود مكتوب .

قال تعالى{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }.

إن الإيمان بأن الرزق بيد الله وحده فرض علينا وهو جزء من العقيدة الإسلامية ومن ينكر ذلك فهو كافر استحق عذاب جهنم والعياذ بالله.

ومن لم تكفه الآيات الكريمة والأحاديث ليعلم أن الرزق بيد الله وحده فلينظر إلى الأمثال التي ضربها الله في كتابه من مثل صاحب الجنتين الذي غرته جنتاه فظن أن الله عنه عاجز أو أن رزقه كان بفعله وذكائه وليس بيد الله. ولا يذهب بعيدا فلينظر حوله ويرى كيف أن الله يرزق فلانا رزقا وافرا ويقدر على غيره، ولربما من كان رزقه أكثر هو أقل ذكاء وأضعف حيلة ولكن الله أراد رزقته وحسب.

ولينظر حوله ويرى كيف أن الله يقلب الأحوال بين عباده فيصبح الرجل غنيا ويمسي فقيرا. وكيف أنه يخرج من عائلة غنية وافرة الرزق من لا يجد قوت يومه . وغيرها الكثير الكثير من الأمثلة التي لا تحصى والتي تدل دلالة قاطعة أن الرزق بيد الله لا بيد غيره، وأنه وحده من يزرق ومن يقدر ولا دخل لذكاء ولا لعائلة ولا لشيء برزق الله .

ولكن الله في الوقت نفسه فرض على المولود له السعي لكسب قوت عياله وجعل ذلك من واجباته تجاه أهله.{وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا}

فالعمل لكسب العيش واجب والسعي على رزق العيال واجب.

ولكن حذار عباد الله أن تخلطوا بين الأمرين، فتقولوا بما أنّ الله فرض علينا العمل لكسب العيش فالرزق إذاً لا يأتي بدون عمل، حذار عباد الله، فلا تخلطوا بين الأمرين، الرزق بيد الله وحده وهو آتيك. نعم الأمران مختلفان، فكما أوجب الله علينا الصلاة والصيام والجهاد وحمل الدعوة أوجب علينا السعي لكسب قوت اليوم، والرزق قد قدره الله لكل واحد منا من قبل أن يُخلق وهو ثابت لا يتغير فهو في علم الله، فاعلموا أن الله يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء فأجملوا في الطلب .

فلا يدفعنكم ضيق العيش وصعوبة الحال إلى معصية الله ونسيان أن الأمر بيده، فاتقوا الله في أعمالكم ولا تفكروا بعصيانه لأجل قوت يومكم . للواقع عن دليل ، كالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهذه الاركان واضحة في اذهان المسلمين ، ولكن هناك افكار اخرى من العقيدة الاسلامية دخل عليها التشويش فلم تعد واضحة في الاذهان ، ومن هذه العقيدة عقيدة الرزق بيد الله ، فما هي هذه العقيدة ؟ وهل عمل الانسان سبب من اسباب الرزق ام حالة من حالاته ؟

اذا استعرضت الايات التي تحدثت عن الرزق تجد انها عبارة عن ثلاث مجموعات
المجموعة الاولى من الايات
قال تعالى ( لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) 88 هود قال تعالى ( كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) 142 الانعام قال تعالى ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم ) 60 العنكبوت قال تعالى ( ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ) ) 31 الاسراء ،قال تعالى ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ) 27 الشورى قال تعالى ( ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 58 الذاريات

هذه الايات نسبت فعل الرزق الى الله سبحانه وتعالى وهذا ما يسمى بالاسناد الحقيقي، والاصل في الاسناد الحقيقة ولا ينتقل الى المجاز الا بقرينة ، ولا يوجد قرينة هنا .

المجموعة الثانية من الايات
قال تعالى ( ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم ) 5 النساء ، أي ادفعوا لهم طعاما ، قال تعالى ( واذا حضر القسمة اولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ) 8 النساء ، أي اعطوهم من الميراث ، فهاتان الايتان تطلبان من المسلمين دفع الرزق لهم فقط ولم ينسبالرزق اليهم حقيقة ، وبهذا يتضح ان الرزق بيد الله سبحانه وتعالى .

المجموعة الثالثة من الايات
قال تعالى ( هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) 15 الملك قال تعالى ( فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله ) هاتان الايتان تتحدثان عن حكم شرعي وهو السعي في طلب الرزق ، اما الايات في المجموعتين السابقتين فتحدثت عن العقيدة ، أي الايمان بان الرزقبيد الله.

فهل العمل سبب من اسباب الرزق ؟ ام حالة من الحالات ؟

لو قيل بان العمل سبب من اسباب الرزق ، لحدث الرزق في كل عمل لان السبب ينتج المسبب عنه دائما لا يتخلف واذا تخلف مرة او اكثر لم يعد سببا ، والواقع يؤكد ان العمل لا يؤدي الى الرزق حتما ، فمرة يعمل الانسان ويرزق ومرة لا يرزق ، وقد يرزق بلا عمل ، فالعمل حالة من حالات الرزق وليس سببا للرزق ، الا ان السعي في طلب الرزق أي (العمل) واجب على الرجل البالغ العاقل ، اما المرأة والصغير والمجنون والمريض وامثالهم فلا سعي عليهم ، وانما يرزقون بطرق اخرى وهي الطرق التي جعلها الله سبحانه وتعالى طرقا مباحة للتملك وهي النفقة والميراث والهدية والصدقة والزكاة والركاز وحق الحياة، وتبقى هذه حالات وليست اسبابا.

للتواصل مع الشيخ الروحانى 0020147219528   وelghzaly1@hotmail.com

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 التعليقات:

إرسال تعليق